أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 2 صفر 1445هـ ، الموافق 18 أغسطس 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بصيغة word بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بصيغة pdf بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م ، بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

ثانيًا: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}.

ثالثاً: التعبدُ باسمِ اللهِ الرحيمِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م ، بعنوان : اسم الله الرحيم ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

اسمُ اللهِ الرحيمِ

2صفر 1445هـ – 18 أغسطس 2023م

الموضوع

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريمِ: { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}(البقرة)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ الرحمنُ الرحيمُ، وأشهدٌ أنًّ سيدَنَا مُحمدًا سيدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وصحبِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.

أمَّا بعدُ :

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم 

أولًا: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

عبادَ اللهِ: مِن أسماءِ اللهِ تعالي الرحمنُ والرحيمُ، وقد ذُكِرَ اسمُ (الرحمنِ) في القرآنِ الكريمِ (57)مرةً، قالَ  تعالَى: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) } (الرحمن).وقالَ تعالَي: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) } (طه). أمَّا اسمُهُ (الرحيمُ) فقد جاءَ في (123) موضعًا مِن القرآنِ الكريمِ أكثرُهُا كان مقترنًا باسمِهِ سبحانَهُ (الغفور)، قالَ تعالَى: { وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) } (المزمل: 20)، وهذانِ الاسمانِ الكريمانِ يثبتانِ صفةَ (الرحمةِ) للهِ تعالَي، وصفةُ (الرحمةِ) مِن الصفاتِ الثابتةِ للهِ تعالَى بالكتابِ والسنةِ. وهي صفةٌ كمالٍ لائقةٌ بذاتِه سبحانَهُ كسائرِ الصفاتِ، وأنَّهَا وسعتْ كلَّ شيءٍ، (فالرحمنُ): هو ذو الرحمةِ الشاملةِ لجميعِ الخلائقِ في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرةِ، وأمَّا (الرحيمُ): فهو ذو الرحمةِ للمؤمنين كما في قولِهِ تعالَى: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } (الأحزاب).

ورحمةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لعبادِهِ نوعان:

الأولَى: رحمةٌ عامةٌ، وهي لجميعِ الخلائقِ بإيجادِهِم، وتربيتِهِم، ورزقِهِم، وإمدادِهِم بالنعمِ والعطايَا، وتصحيحِ أبدانِهِم، وتسخيرِ المخلوقاتِ مِن نباتٍ وحيوانٍ وجمادٍ في طعامِهِم وشرابِهِم، ومساكنِهِم، ولباسِهِم، ونومِهِم، وحركاتِهِم، وسكناتِهِم، وغيرِ ذلكَ مِن النعمِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصَى.

قال اللهُ تعالي: { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا } (غافر).

الثانيةُ: رحمةٌ خاصةٌ، وهذه الرحمةُ لا تكونُ إلّا للمؤمنينَ فيرحمُهُم اللهُ عزَّ، وجلَّ  في الدنيا بتوفيقِهِم إلى الهدايةِ والصراطِ المستقيمِ، ويثيبُهُم عليهِ، ويدافعُ عنهُم وينصرُهُم على الكافرين، ويرزقُهُم الحياةَ الطيبةَ ويباركُ لهم فيمَا أعطاهُم، ويمدُّهُم بالصبرِ واليقينِ عندَ المصائبِ ويغفرُ لهُم ذنوبَهُم ويكفرُهَا بالمصائبِ ويرحمُهُم في الآخرةِ بالعفوِ عن سيئاتِهِم والرضِا عنهم والإنعامِ عليهِم بدخولِهِم الجنةَ ونجاتِهِم مِن عذابِهِ  ونقمتِهِ. وهذه الرحمةُ هي التي جاءَ ذكرُهَا في قولِهِ تعالَى: { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) } (الأحزاب).(وللهِ الأسماءُ الحسنَي.. لناصر الجليل).

**قالَ تعالَي: {نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفورُ الرحيمُ} (الحجر)، أي أخبرْ يا مُحمدٌ عبادِي المؤمنين بأنِّي واسعُ المغفرةِ والرحمةِ لِمَن تابَ وأنابَ {وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العذابُ الأليمُ} أي وأخبرهُم أنَّ عذابِي شديدٌ لِمَن أصرَّ على المعاصِي والذنوبِ.(صفوة التفاسير).

وقالَ تعالَي: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}(الأعراف)، إنَّ الآيةَ ذكرتْ  أنَّ الرحمةَ شاملةٌ و عامةٌ لجميعِ الأشياءِ والأشخاصِ، فشريعتُهُ عدلٌ ورحمةٌ وإرسالُهُ للرسلِ عدلٌ ورحمةٌ، وخلقهُ الكونَ وما فيهِ مِن شمسٍ مشرقةٍ مضيئةٍ للكونِ، وقمرٍ منيرٍ، ونجومٍ ذاتِ بروجٍ، وسحابٍ ورياحٍ مرسلاتٍ رحمةٌ، وكلُّ ما سخّرَهُ اللهُ تعالى للإنسانِ، وما مكَّنَهُ منهُ رحمةٌ بهِ.(زهرة التفاسير).

عن جُنْدُبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ثُمَّ عَقَلَهَا ثُمَّ صَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِﷺ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَتَى رَاحِلَتَهُ فَأَطْلَقَ عِقَالَهَا ثُمَّ رَكِبَهَا ثُمَّ نَادَى اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى وَمُحَمَّداً وَلاَ تُشْرِكْ فِى رَحْمَتِنَا أَحَداً . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « أَتَقُولُونَ هَذَا أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ » . قَالُوا بَلَى . قَالَ « لَقَدْ حَظَرْتَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِائَةَ رَحْمَةٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ رَحْمَةً وَاحِدَةً يَتَعَاطَفُ بِهَا الْخَلاَئِقُ جِنُّهَا وَإِنْسُهَا وَبَهَائِمُهَا وَعِنْدَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ أَتَقُولُونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ » .(مسند أحمد).

وقال الإمامُ أحمدُ أيضًا عَنْ سَلْمَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ مِئَةَ رَحْمَةٍ ، فَمِنْهَا رَحْمَةٌ يَتَرَاحَمُ بِهَا الْخَلْقُ ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوُحُوشُ عَلَى أَوْلاَدِهَا ، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.(مسند أحمد).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم 

ثانيًا: {لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}.

قالَ تعالَى: { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } ( الزمر ) ، {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} لا تيأسُوا منها، فتلقُوا بأيدِيكُم إلى التهلكةِ، وتقولُوا قد كثرتْ ذنوبُنَا وتراكمتْ عيوبُنَا، فليس لها طريقٌ يزيلُهَا ولا سبيلٌ يصرفُهَا، فتبقونَ مصرين على العصيانِ، متزودين مما يغضبُ عليكم الرحمن، ولكن اعرفُوا ربَّكُم بأسمائِه الدالةِ على كرمِهِ وجودِهِ، واعلمُوا أنَّهُ يغفرُ الذنوبَ جميعًا {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وصفةُ المغفرةِ والرحمةِ صفتانِ لازمتانِ ذاتيانِ، لا تنفكُّ ذاتُهُ عنهما، ولم تزلْ آثارُهُمَا ساريةً في الوجودِ، ورحمتُهُ سبقتْ غضبَهُ، ولكن لمغفرتِهِ ورحمتِهِ ونيلهِمَا أسبابٌ إنْ لم يأتِ بها العبدُ، فقد أغلقَ على نفسِهِ بابَ الرحمةِ والمغفرةِ، أعظمُهُا وأجلُّهَا الإنابةُ إلى اللهِ تعالَى بالتوبةِ النصوحِ.(تفسير السعدي).

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ»(صحيح مسلم).

إنَّ الذنبَ مهمَا عَظُمَ فعفوُ اللهِ أعظمُ، ومَن ظنَّ أنَّ ذنبًا لا يتسعُ لهُ عفوُ اللهِ ومغفرتُهُ ورحمتُهُ فقدْ ظنَّ بربِّهِ السوءَ، لأنَّ القنوطَ مِن رحمةِ اللهِ مِن أعظمِ الكبائرِ، قالَ تعالَي: { إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}(يوسف)، وقالَ تعالَي: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ } (الحجر)، فلا ييأسُ مِن رحمةِ اللهِ إلا كافرٌ أو ضالٌّ.

وكمَا أنَّ اليأسَ والقنوطَ مِن أعظمِ الذنوبِ في حقِّ العبدِ ، كذلك  في حقِّ غيرِهِ فلا يجوزُ أنْ نيأسَ أحدًا مِن رحمةِ اللهِ تعالَي، ولا أنْ ندخلَ هذا الجنةَ وهذا النارَ ، وأنْ نغفرَ لهذا ولا نغفر لهذا، فهذه أحكامٌ ليستْ في ملكِنَا ولا علمِنَا ، فهي للهِ وعلمُهَا عندَ اللهِ، فعَنْ جُنْدَبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، حَدَّثَ ” أَنَّ رَجُلًا قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ ” أَوْ كَمَا قَالَ(صحيح مسلم).

وعَنْ ضَمْضَمِ بْنِ جَوْسٍ الْيَمَامِيِّ ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: يَا يَمَامِيُّ، لَا تَقُولَنَّ لِرَجُلٍ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إِنَّ هَذِهِ لَكَلِمَةٌ يَقُولُهَا أَحَدُنَا لِأَخِيهِ وَصَاحِبِهِ إِذَا غَضِبَ. قَالَ: فَلَا تَقُلْهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: ” كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلَانِ، كَانَ أَحَدُهُمَا مُجْتَهِدًا فِي الْعِبَادَةِ، وَكَانَ الْآخَرُ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَانَا مُتَآخِيَيْنِ، فَكَانَ الْمُجْتَهِدُ لَا يَزَالُ يَرَى الْآخَرَ عَلَى ذَنْبٍ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا، أَقْصِرْ. فَيَقُولُ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ ” قَالَ: ” إِلَى أَنْ رَآهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ اسْتَعْظَمَهُ، فَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ، أَقْصِرْ. قَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي، أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا “، قَالَ: ” فَقَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لَكَ، أَوْ لَا يُدْخِلُكَ اللهُ الْجَنَّةَ أَبَدًا. قَالَ أَحَدُهُمَا ، قَالَ: فَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِمَا مَلَكًا، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، وَاجْتَمَعَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي. وَقَالَ لِلْآخَرِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَكُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا  ، اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ “. قَالَ: ” فَوَ الَّذِي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ ”  (مسند أحمد).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم 

ثالثًا: التعبدُ باسمِ اللهِ الرحيمِ.

أولًا: استشعارُ رحمةِ اللهِ.

علينَا أنْ نتأملَ في كلِّ شيءٍ مِن حولِنَا لنستشعرَ هذه الرحمةَ، فمِن رحمةِ اللهِ بنَا أنْ أرسلَ لنَا رسولًا، قالَ تعالي: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}(الأنبياء)، وأنزلَ ألينَا كتابًا، قالَ تعالَي: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}(الإسراء)، ومِن رحمتِهِ أنْ خلقنَا وعلمنَا ما لم نكنْ نعلمُ، قالَ تعالَي: { الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4)}(الرحمن)، ومِن رحمتِهِ جعلَ لنَا الليلَ والنهارَ، قالَ تعالَي: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}(القصص)، ومِن رحمتِهِ إرسالُ الرياحِ، وإنزالُ المطرِ، قالَ تعالَي: { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)}(الشوري)، ولو تأملنَا لوجدنَا أنَّ رحمةَ اللهِ وسعتْ كلَّ شيءٍ سبحانَهُ وتعالَي.

ثانيًا: التعرضُ لأسبابِ الرحمةِ

عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” يَا شَدَّادُ بْنَ أَوْسٍ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ، فَاكْنِزْ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ , وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ , وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ , وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا , وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ “. (المعجم الكبير للطبراني).

وموجباتُ الرحمةِ هي الأقوالُ والأفعالُ والصفاتُ التي تحصلُ بسببِهَا الرحمةُ، أو الأسبابُ التي شرعَهَا اللهُ لننالَ بهَا الرحمةَ ومنها:

**طاعةُ اللهِ ورسولِهِ، قالَ تعالَي:{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132)}(آل عمران).

**الإحسانُ، قالَ تعالَي: { إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (56)}(الأعراف).

**الاستغفارُ، قالَ تعالًي:{ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)}(النمل).

**رحمةُ الخلقِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ، «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»(سنن أبي داود).

تابع/ خطبة الجمعة القادمة 18 أغسطس 2023م بعنوان : اسم الله الرحيم 

**صلةُ الأرحامِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: ( أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ)(صحيح مسلم).

**الصبرُ علي البلاءِ، قالَ تعالَي: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}(البقرة).

ثالثًا: دعاءُ اللهِ باسمِهِ الرحيمِ

فمَن عرفَ رحمةَ ربِّهِ وسعتهَا ازدادَ فيهَا طمعًا، واشتدَّ فيمَا عندَ اللهِ طلبًا، وعزمَ في سؤالِ حاجتِهِ، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال : قَالَ رسولُ اللهِ ﷺ لِفَاطِمَةَ: ” مَا يَمْنَعُكِ أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيكِ بِهِ، أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْتِ وَإِذَا أَمْسَيْتِ: يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ “(السنن الكبري للنسائي).

قالَ تعالَي: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}(آل عمران).

اللهُمَّ ارحمنَا فإنَّكَ بنَا راحمٌ، ولا تعذبنَا فأنتَ علينَا قادرٌ، ربنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، اللهم اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين ، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين،  وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »